الحلم تحقق ميسي بطلا للعالم


إنتهت أخيرا منافسات كأس العالم قطر 2022 بعد تنظيم تاريخي من جاتب دولة قطر شاهدنا فيه أفضل نسخة من كأس العالم عبر التاريخ و قد أسدل الستار عن بطل العالم و جاءت هوية الفائز كما تمناها جميع عشاق كرة القدم بجميع إختلافاتهم.

حيث تحقق الحلم أخيرا و توج الأسطورة و أفضل لاعب كرة قدم على مر العصور ليونيل ميسي بالذهب في عمر ال35 لينهي آخر أعوام مسيرته بأجمل طريقة و تنصفه أخيرا كرة القدم بعد أن خذلته عدة مرات و هو الذي أمتعنا لسنوات.


ولم يكن هذا اللقب سهلا لميسي و المنتخب الأرجنتيني فقد عانو كثيرا في هذه البطولة من سيناريوهات غريبة و عجيبة و خاصة أمام الوصيف فرنسا فقد إنتهى النهائي بنتيجة 3-3 ليمرو لركلات الترجيح و تنتهي ب 4-2 لصالح الأرجنتين لكن لا تظن أن هذه النتيجة أتت بطريقة عادية فقد شهدت المباراة عدة تقلبات.
بدأ المنتخب الأرجنتيني المباراة بقوة و طموح أكبر لتتويج قائدهم باللقب الغائب فقد كان رجل النهائيات أنخيل دي ماريا حاضرا بقوة كعادته حيث تحصل على ضربة جزاء في وقت باكر تسبب فيها عثمان ديمبلي نفذها الأسطورة ميسي بنجاح ليعلن التقدم في النتيجة و إقتراب تحقق الحلم ليضيف بعدها دي ماريا الثاني بعد تمريرة رائعة من ميسي لأليكسيس ماك اليستير الذي هو بدوره فضل تمريرها لدي ماريا . بدا المنتخب الفرنسي منهارا تماما و لم يجهز بالشكل الكافي للمباراة ليقوم المدرب ديشامب بمحاولة إصلاح الوضع بإخراج جيرو و ديمبلي قبل إنتهاء الشوط الأول و الدفع بكولو مواني و تورام و لكن دون فائدة. 


إستمر الوضع كما هو عليه في الشوط الثاني بضغط و محاولات عديدة من جانب الألبيسيليستي لحسم النتيجة و لكن بدون فائدة حيث تفنن الحارس الفرنسي هوغو لوريس في القيام بتصديات غريبة و عجيبة أبقت منتخب الديوك في المباراة حتى أتى التغيير الذي دمر القوة الهجومية التي ظهر بها منتخب الأرجنتين بخروج رجل النهائيات المتألق دي ماريا و دخول الظهير أكونيا ليلعب كجناح لنرى بعدها توقف كلي للجهة اليسرى و الإكتفاء بالهجوم من جهة ميسي. 

كان الفرنسيون مستسلمين تماما حتى الدقيقة 79 حيث قرر المدافع الأرجنتيني أوتاميندي إهدائهم ضربة جزاء نفذها مبابي بنجاح ليضيف التعادل بعدها بدقيقتين بصاروخية رائعة لتنقلب الأوضاع و نرى سيطرة و إندفاع فرنسي مقابل تراجع و إنهيار أرجنتيني ليعلن الحكم عن المرور للأشواط الإضافية.


حاول المدرب سكالوني تعديل الأوضاع عبر الدفع بلاوتارو مارتينيز مكان جوليان ألفاريز و لكن كل تغييراته أثرت سلبا على الأرجنتين حيث تفنن لاوتارو كعادته في هذه البطولة في إضاعة الفرص السهلة و الإنفرادات حيث تذكر للحظة مشجعي كرة القدم قصة هيغوايين و لكن نجح ليونيل ميسي في إنقاذ الوضع كالعادة بعد تصدي من لوريس لكرة لاوتارو لتعود الكرة لأقدام ميسي و يسجلها و لكن الأفراح لم تدم طويلا حيث تحصلت فرنسا على ضربة جزاء أخرى في آخر الدقائق سجل منها كليان مبابي الهاتريك بالنسبة له و كاد أن يتبخر حلم ميسي في آخر ثانية من المباراة بعد خطأ دفاعي و إنفراد للهجوم الفرنسي تصدى الحارس مارتينيز للتسديدة ببراعة وقد كانت كفيلة بتتوجيه كأحسن حارس في هذه البطولة.


أعلن الحكم بعدها المرور لركلات الترجيح التي كانت في صف ميسي و رفقائه حيث إنتهت بنتيجة 4-2 بتصدي من جانب مارتينيز لكرة كومان و إضاعة تشاوميني لركلة أخرى ليتوج ميسي باللقب و ينسيه إخفاقات السنين.

لقب يعني الكثير للأسطورة ميسي و مشجعي كرة القدم أكثر من كونه كأس العالم، لقب هو عبارة عن مكافأة تفرح من أسعدنا طيلة السنوات و من نشر سحره في عالم هذه الساحرة المستديرة، لقب سيبقى للتاريخ حيث شجع جميع عاشقي كرة القدم بمختلف إنتماءاتهم ميسي و المنتخب الأرجنتيني للحصول على اللقب الغائب، لقب ربما أنهى به ليونيل ميسي صراعه التاريخي مع كريستيانو رونالدو لصالحه على لقب الأفضل على مر العصور.


إستحوذ المنتخب الأرجنتيني أيضا على جوائز البطولة حيث كان ميسي أفضل لاعب في المونديال و إنزو فرنانديز أفضل لاعب شاب و إيميليانو مارتينيز أفضل حارس في كأس العالم فقط جائزة الهداف ذهبت لكليان مبابي.


سيبقى هذا اليوم محفورا في أذهان الجميع و خاصة العرب ليس بسبب تحقق حلم ميسي فقط بل أيضا بسبب فخرنا بنجاح التنظيم لهذه النسخة من كأس العالم على الأراضي القطرية و تألق منتخباتنا في هذه النسخة. هذا النجاح لا يسعه سوى أن يزيدنا فخرا و إعتزازا بحضارتنا العربية و خاصة أنه جعل الغرب يرى حقيقتنا و ما يمكننا فعله.

وأخيرا لا يسعني سوى أن أقول أن هذه الصورة لرفع ليو ميسي للكأس بالبشت القطري ستبقى  للتاريخ و ستتداول لسنوات و سنوات. يمكن القول أنها لقطة هذا المونديال بإمتياز.




الأرشيف